لعنة التسعينات…تلاحق النظام الجزائري
بعد كل ماجرى من إرهاب الدولة و ذبح الجزائريين بدم بارد باسم مكافحة الإرهاب والانقلاب على الشرعية و حل البرلمان الذي فازت بمقاعده الجبهة الإسلامية للإنقاد بالأغلبية و تصوير الجلاد أنه ضحية حيث قام جنرالات الجزائر آنذاك وعلى رأسهم خالد نزاز قائد الأركان بتكوين مليشيات دموية، لم تأخذه رأفة في جعل القرى و المداشر إلى أشلاء و و الزج بالآلاف من أبناء الشعب سواء كانوا متعاطفين مع الجبهة أو المعارضين للعصابة و بهدف تغطية الجرائم الشنيعة التي اقترفها النظام سن قانون المصالحة و السلم الذي جرم الخوض في مسألة العشرية السوداء كما يسميها النظام
كل هذا جاء من أجل تقويض أي فرصة في التغيير ،و رغم ذلك حدث للنظام شئ لم يكن في الحسبان و هو انتفاضة الشعب الجزائري في حراك 22 من فبراير 2023 الذي زلزل كيانه ووجوده مستغلا بعد ذلك وباء كورونا ويعتقل ما يمكن اعتقاله من ناشطين و صحفيين ووضعهم في خانة الإرهاب بمادته 87 مكرر موظفا كل أساليب التخويف والترهيب من أجل بقائه في الحكم
و من بين آخر هاته الأساليب التصريح الاستفزازي لقائد الأركان السعيد شنقريحة حول الإرهاب و استحالة عودة الجزائر للتسعينيات مهددا كل من تسول له نفسه المساس بالوحدة الوطنية، في خرق صارخ لمبادئ المصالحة الوطنية التي تجرم التحدث و العودة لهاته المرحلة الدموية، يبدو أن شنقريحة الملطخة يداه بدماء الأبرياء أحس نفسه محاصرا لانعدام شرعيته رفقة جناحه المتصارع ضد الأجنحة الأخرى فماكان عليه سوى التلويح بفزاعة الإرهاب الخيالية و نظرية المؤامرة التي لم تكتمل حلقاتها بعد
و رغم كل ما جرى من انتهاكات لحقوق الإنسان يندى لها الجبين و محاولة العسكر التغطية عنها، إلا أنها ذاكرة تأبى النسيان ما لم تكشف حقيقة ما جرى، فلا يمكن بناء المستقبل بتزييف الماضي و تجريم من يخوض فيه، أكثر من 250 ألف قتيل و 20 ألف مفقود تريد العصابة الحاكمة تغييب الحقيقة لكن ذلك لن يحدث فلعنة أرواح مجزرة بلدة بن طلحة في سبتمبر1997 بدائرة براقي، لأكبر مذبحة جماعية عرفتها البلاد وقتل فيها أكثر من 400 شخص. و لا تزال عائلات الضحايا لحد الآن تتألم لذكرى موتاهم وبشاعة هذه العملية.
و مهما سعت العصابة إلى تغييب الحقيقة و طمسها إلا أنها ستبزغ ذات يوم لتكشف عن هول ما حدث.