حراك بلا حدود

قطار الحرية قد غادر المحطة

يسقط..يسقط..حكم العسكر

  هي إحدى الشعارات المرفوعة في الحراك الشعبي الجزائري خاصة بعد تعيين عبد المجيد تبون على هرم السلطة من طرف الجنرالات، هذا الشعار الذي جعل النظام الجزائري يفقد صوابه و يأكل بعضه بعضا عبر صراع الأجنحة الذي طفا للسطح هذه المرة، و بدا جليا لمن كان يشكك في نفود العسكر الفاسدين في السلطة.

  بهذا الشعار اتضح جليا أن من كان يتظاهر في الشارع أصبح على درجة كبيرة من الوعي، لأنه فهم اللعبة جيدا التي حيكت منذ ما يسمونه بـالاستقلال سنة 1962، هذا الأمر لم تهضمه العصابة في الجزائر و راحت تعتقل ما يمكن اعتقاله تارة بتهمة رفع الراية الأمازيغية الثقافية المفتعلة و تارة أخرى بتهم التجمهر و الاخلال بالنظام العام، رغم ذلك لم يثني المتظاهرون على مواصلة حراكهم كل جمعة و ثلاثاء و قد أضيف لاحقا يوم السبت إضافة إلى اليومين سابقي الذكر ، مما جعل القوات القمعية تصاب بالإرهاق و التدمر من ضغط العمل المتواصل.

   لم يعد للعصابة الحاكمة مخرج ، و بعد إطلاق سراح المجرم و العقل المدبر محمد مدين المدعو توفيق قائد المخابرات الأسبق إضافة إلى عودة الدموي و الكابران السابق في صفوف الجيش الفرنسي خالد نزار تغيرت تماما التهم الموجهة للحراكيين و أصبحت تحت طائلة الإرهاب حسب المادة 87 مكرر التي سنت عام 1995 ضد الجماعات الإرهابية.

  كان من المحتم إسكات الشارع الجزائري بأي طريقة و إعادته إلى بيت الطاعة من جديد  لتخويف ما يمكن تخويفه من الشعب الجزائري المقهور.

  اليوم في الجزائر أصبح العسكر يتصدرون المشهد السياسي بل تعداه إلى القطاعات الاقتصادية و الاجتماعية و حتى الدينية، فلا تكاد تمر مناسبة إلا و تجد فيها ممثل عن العسكر في الصفوف الأمامية .

  وتحت إمرة “الفريق أول” شنقريحة، ودميته عبد المجيد تبون، تمكن النظام من الالتفاف على مطالب حرائر وأحرار الجزائر، ممَّن جابوا البلاد كل يوم جمعة على مدى عامين، مطالبين بدولة مدنية، وهذا الالتفاف لم يتوقف عند هذا الحد بل تعداه لأن يغسل النظام أدمغة الكثير من  الجزائريين، وقد جعلهم يعتقدون في قوتهم متى كان المغرب ضعيفا.

  الدولة العميقة المستشرية في آخر بلدية من بلديات الوطن المستفيدة من فتات العسكر لن تسمح أبدا بالتغيير الذي يهدد مصالحها و أبنائها و تسعى دائما إلى شيطنة أي حركة نحو التغيير إلى الأفضل. المعركة الآن هي معركة وعي و يبقى الوضع كما هو عليه إلى غاية استفاقة الشعب من جديد نحو جزائر أفضل.

arArabic