العلاقات الجزائرية المغربية…العدو الوهمي..
بعد تعيين عبد المجيد تبون رئيسا للجزائر من طرف الجنرالات، عمدوا إلى قطع جميع العلاقات مع المغرب الشقيق بحجة أن هذا الأخير يسعى إلى التدخل في الشأن الداخلي و خلق توترات من شأنها تهديد الأمن العام الجزائري.
أمام الغضب الشعبي المتزايد و الفشل السياسي الذريع للسلطة الجزائرية كان لابد لها من خلق عدو وهمي عن طريق ما يسمى نظرية المؤامرة التي تجعلها تمتص ذلك الغضب بإيهام الشعب أن هناك عدو وهمي يترصد الجزائريين على الحدود المغربية مع الاستعانة بالدكاكين الإعلامية لكلا البلدين لجعل من الحبة قبة و دعوة الجماهير للالتفاف حول قيادتها كما تدعي العصابة الحاكمة في الجزائر.
و لتمرير هذا المخطط اللعين كان لابد من صنع سيناريو خاص بالمؤامرة و هو تأمر حركتي رشاد و الماك برعاية مغربية على تهديد الاستقرار في البلاد عن طريق إثارة الفتن داخل المجتمع إضافة إلى حرق الغابات في صيف 2021 مما أثار الكثير من السخرية و التهكم على وسائل التواصل الاجتماعي حيث لا يعقل أن تتوافق كلتا الحركتين لأن مبادئهما تختلف تماما فالأولى تدعوا للوحدة الوطنية، أما حركة الماك تؤمن بما أسمته تقرير المصير باستقلال منطقة القبائل عن المستعمر الجزائري كما تدعي الحركة، فكيف تتفق الحركتان على حرق الغابات في منطقة القبائل، حقيقية ما تدعيه السلطة لا يدخل العقل تماما لكنها عملت على هذا المنحى باعتقال المئات من الناشطين و الحقوقيين الجزائريين بعد أن صنفت الحركتين على أنهما إرهابيتان حسب الجريدة الرسمية الصادرة في 27 من فبراير 2022 و الزج بهم في الحبس المؤقت لشهور.
إن الشعبين الشقيقين الجزائري و المغربي يدركان جيدا اللعبة القذرة للنظامين و أن ما يجري مجرد كسب للوقت من أجل البقاء في الحكم و لو كلف ذلك نهاية العالم كما فعل المجرم بشار الأسد بشعبه
إن النظام الجزائري و نظام المخزن وجهان لعملة واحدة في قمع الشعوب و اضطهادهم فسجون البلدين مملوءة بمعتقلي الرأي المعارضين للظلم و الاستبداد ،أما الشعب فهو مغلوب على أمره يعيش تحت الترهيب و الترغيب أملا في غد أفضل.