هل حوادث المرور في الجزائر سببها بشري أو العصابة الحاكمة يد فيها؟
كشف المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية معن وفاة 501 شخص في حوادث مرور متفرقة عبر الوطن من الفترة الممتدة من شهر ماي إلى 28 جويلية، رقم مرعب لإرهاب الطرقات حيث تقوم العصابة الحاكمة في الجزائر بإرجاع الأسباب الرئيسية للعامل البشري متناسيا الطرقات المهترئة التي تشكل خطراً حقيقياً على مستعمليها و على سبيل المثال لا الحصر، الطريق السيار شرق غرب الذي صرفت عليه ملايير الدولارات، ظهرت عيوبه بعد أقل من عقد من الزمن عبر التصدعات و العيوب التي لا نهاية لها مما تسبب في حوادث مميتة ، أما الطرقات البلدية و الولائية فحدث ولا حرج وكأن هذا البلد يعيش في حرب
و رغم اجتهاد العصابة الحاكمة في سن قوانين ردعية كما تقول إلا أن ذلك لم يقلل من كوارث الطرقات ،بل زاد الطين بلة، هذا يدل أن المشكل أعمق مما نتصور، فالجزائر الآن متأخرة في كل شيء إلا حوادث المرور التي تتصدر دول العالم من حيث عدد القتلى والجرحى
صحيح أن العامل البشري له دوره في هاته الحوادث لكن يبقى عامل “الخردة “أو السيارات غير مطابقة لمعايير السلامة) سيارات ، مركبات ثقيله ، حافلات النقل الجماعي…الخ)، إضافة إلى السماح بدخول الماركات الصينية التي لا تصلح و لا تتوافق مع السلامة و الأمن المروريين
إن المسؤول الأساسي لإرهاب الطرقات هو العصابة الحاكمة التي تظن أن القوانين الردعية من شأنها التقليل من حوادث المرور لكن معالجة المشكل مغاير تماماً لنهج النظام
و من هذا المنطلق ينبغي التهيئة الكلية للطرقات و فرض شروط و تقييد رخص السياقة مع محاربة الفساد الأمني و المحسوبية الذي استشرى عبر أخد رشاوى مقابل عدم تحرير المخالفات القانونية، و لن يتأتى ذلك إلا بترسيخ الحكم الراشد