ماي 08 1945…نضال من أجل الحرية…و حاضر يتوق لها
مجازر 08 ماي 1945 ذكرى تأبى النسيان ،تبقى راسخة في التاريخ الحديث لهول المجازر التي ارتكبتها فرنسا في كل من سكيكدة، قالمة ،خراطة ،سطيف، المسيلة و سوق أهراس ….لوأد الاحتجاجات المذكرة بوعود فرنسا الاستعمارية باستقلال الجزائر، 45 ألف شهيد حسب المؤرخين و مشاهد مروعة لفضاعة القتل و التنكيل بالجزائريين
ولا زالت إلى يومنا هذا الشواهد على همجية المحتل الذي مارس سياسة الاستعباد والإبادة حيث جند فيها قواته البرية و البحرية و الجوية.. نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر “جسر العواذر”، “مضائق خراطة”، “شعبة الاخرة”، “كاف البومبا”، “هيليوبوليس”، “الكرمات”، ” قنطرة بلخير”، “منطقة وادي المعيز”… إلخ.
و لم تكتف الإدارة الاستعمارية بنتائج تلك المجزرة الوحشية، فقامت بحلّ الحركات و الأحزاب السياسية الجزائرية و إعلان الأحكام العرفية في كافة البلاد و إلقاء القبض على آلاف المواطنين وإيداعهم السجون بحجة أنهم ينتمون لمنظمات محظورة.
كل هاته التضحيات من طرف أبناء الشعب الجزائري الأبي بهدف استقلال الأرض من المستعمر، لكن للأسف الشديد لم يحدث ذلك فبعيد الاستقلال، عمد النظام العسكري في البلاد إلى الاستيلاء على مكتسبات الثورة ،والاستيلاء على الحكم من طرف كابرانات فرنسا الذين استقدمهم الانقلابي هواري بومدين أمثال خالد نزار، العربي بلخير ،محمد العماري و غيرهم ممن كان لهم دور في قيادات الجيش الجزائري، لتبدأ قبضة الجنرالات التي أوقفت عجلة التنمية في البلاد و أدخلته في صراعات من أجل السلطة و المال، بل و ضحت بمئات الآلاف من أبناء الشعب في عشرية كادت أن تجهز على الأمة بأكملها .
جنرالات يصنعون الرئيس و المشهد السياسي برمته في جزائر الاستقلال كما يسمونها و برعاية المخابرات التي تواصل إرهابها للمناضلين السلميين عن طريق مختلف أنواع التعذيب، صحيح أن فرنسا خرجت من الحدود الجغرافية للبلاد لكن بقي مستعمر من نوع آخر، و من بني جلدة الجزائريين ، فعل أكثر مما فعله الغزاة من تنكيل و ذبح لكل من يعارض سياسة الأمر الواقع .