المقاربة الجزائرية السودانية..في صراع جنرالات العسكر
تحتدم الاشتباكات العسكرية بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان و قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان و يكمن الخلاف حول مسألة دمج الدعم السريع الذي يبلغ عدد مسلحيه قرابة مائة ألف جندي في الجيش السوداني حيث يرى هذا الأخير وجوب مرور مدة عامين لدمجها بينما صرح حمدان ب 10 سنوات كاملة لانصهار قوات الدعم.
لا صوت يعلو فوق صوت السلاح هكذا اختارها عسكر السودان بأن يكون الصراع علنيا من أجل بسط النفوذ العسكري فهذه هي طبيعة الدول الشمولية الديكتاتورية التي يحكمها كمشة الجنرالات المرتزقه
في الجزائر نفس المشهد لكن بطريقة ناعمة غير بادية للعيان و ظهر ذلك بعد تعيين عبد المجيد تبون من طرف قائد الأركان القايد صالح و تصفية هذا الأخير بعيد اعتلاء تبون الحكم على ظهر دبابة ولم يقتصر ذلك عليه بل قام جناح الدموي و المجرم محمد مدين المدعو توفيق قائد المخابرات سابقآ بتصفية أو سجن جناح القايد صالح الذي أصبح في خبر كان حيث قام بسجن أكثر من ثلاثين جنرالا من بينهم بوعزة واسيني قائد المخابرات الداخلية الذي دعم المرشح عزالدين ميهوبي ليكون رئيسا على البلاد
إضافة إلى اللواء نبيل، القائد السابق في المديرية المركزية لأمن الجيش، واللواء عبد القادر لشخم، المدير المركزي للاتصالات، واللواء علي عكروم الذي ترأس دائرة العتاد المهمة قبل أن يعينه الراحل قايد صالح على رأس واحدة من أهم الإدارات الغنية في الجيش وهي التنظيم واللوجستيات، المحبوس بتهم “الإثراء غير المشروع” و”إساءة استخدام المنصب” و”تبديد الأموال العامة” إضافة إلى “استغلال النفوذ”
صراع من تحت الطاولة لا يختلف كثيرا عن المشهد السوداني فالأول علني لا صوت يعلو فيه عن صوت الرصاص أما الثاني خفي غير معلن باطنه المكائد و الاغتيالات مثل اغتيال الجنرال سليم قريدة ، الموالي للجنرال القياد صالح ، والمعروف بمعارضته الصارمة لجنرالات فرنسا الدكتاتوريين ، خالد نزار ، و مدين ، و طرطاق ، و شنقريحة ..
ومن ذبح القاضي الجنرال عمار بوسيسي في سيارته ، لإقفال أية إمكانية في تقديم ملفات فساد جنرالات فرنسا إلى القضاء كما وجه النظام الجزائري مذكرة اعتقال دولية ، في حق الجنرال قائد الدرك الجزائري سابقا ، العميد غالي بلقصير ، بدعوى الخيانة العظمى ، لاستحواذه على معلومات ووثائق سرية.
هذا ملخص مقتضب عن فضاعة صراعات الأجنحة في الجزائر الذي لا يظهر للعلن، لكن الأهم في ذلك أن الصراع في الدولتين بنبع من سراج واحد من أجل السلطة مهما تعددت أشكاله و طرقه.