مأساة ممارسة السياسة في الجزائر… رشيد نكاز نمودجا
هي رسالة للذين كانوا يقولون لمن يريد ممارسة السياسة عليه أن يكون في الداخل وليس الخارج، رشيد نكاز كان محظوظا للغاية لأنه لم يقتل مثل محمد تمالت الذي فضل النضال في الجزائر على أن يعيش في لندن فكان مصيره القتل بدم بارد، فبعد سجنه عديد المرات حيث أصيب رشيد بسرطان البروستات و آلام على مستوى الأنف و أصبح وضعه خطيراً قرر مراسلة المعين من طرف الجنرالات عبد المجيد تبون ليطلق سراحه مقابل التوقف نهائيا عن العمل السياسي و العودة إلى حياته مع أسرته في الولايات المتحدة الأمريكية رغم أن نكاز كان يقضي مدة محكوميته المتمثلة في خمس سنوات سجن نافذة الصادرة من طرف محكمة الجنايات الاستئنافية
من هذا الموقف نستخلص أن سجنه و إطلاق سراحه كان بقرار سياسي و الأهم عند العصابة الحاكمة ألا تنبش في السياسة و لا تحاول أن يكون لديك أطماع في السلطة وإلا ستجد نفسك في السجن أو القبر، و في أحيان كثيرة قد تشكر الضحية جلادها مقابل إطلاق سراحها و يعتبر هذا الموقف أسمى عبارات الإذلال.
اتفقنا أو اختلفنا مع رشيد نكاز و طريقة تعامله مع العصابة الحاكمة و لكن الشيء الأكيد أن هاته الأخيرة هدفها تكميم الأفواه عبر المئات من المعتقلين الذين يقبعون في السجون و ما نكاز إلا غيض من فيض في الجزائر المسكينة التي تعاني حكم الجنرالات الفاسدين و مخابراتها الارهابية التي تنعت المناضلين بالإرهاب.
بالمختصر المفيد في الجزائر إما السجن أو الإغتيال أو الانزواء جانباً و عدم التدخل في الشؤون السياسية بتاتاً و ترك المجال لكمشة من المتحكمين في البلاد الذين يجرونها نحو المجهول.