خرافة الجزائر الجديدة… و فزاعة الإرهاب
في رسالة وجهها المعين من طرف الجنرالات عبد المجيد تبون لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بخصوص مكافحة ما أسماه الإرهاب و الجريمة المنظمة حيث اقترح إجراء مراجعة طرق عمل قوات حفظ السلام الأممية عن طريق خلق جيل جديد لعمليات حفظ السلام بحكم أن النموذج التقليدي لم يعد يتماشى مع التهديدات الجديدة.
كما قال بأن الجزائر تمكنت في تسعينيات القرن الماضي من مواجهة ودحر شرور الإرهاب وسط غياب شبه كلي للدعم المادي والمعنوي المنتظر من المجتمع الدولي على حد قوله ، متناسيا أن الإرهاب خرج من رحم العصابة الحاكمة بعد انقلاب 1992 على إرادة الشعب و توقيف المسار الانتخابي بقيادة خالد نزار و من معه و بمباركة فرنسية سعودية و إدخال البلاد في عشرية دموية بشهادة العديد ممن انشقوا عن المخابرات و الجيش آنذاك و فروا بجلودهم للخارج حيث صرحوا أن النظام متورط في مسألة الإرهاب و أنه خطط و نفذ العديد من المجازر ضد الشعب الذي انتخب الجبهة الإسلامية للإنقاذ و بهدف تشويه هاته الأخيرة تقمص دور الإسلاميين في لباسهم و خطابهم عن طريق اختراق الجماعات الإسلامية وخلق أخرى موازية للقضاء نهائيا على التيار الإسلامي في الجزائر
أما في الوقت الحالي فانه يجفف كل مستنقعات الفكر الديني الذي يصفه بالتطرف عن طريق اعتقال أصحاب الأفكار من الشباب المتحمسين ونعتهم بالإرهاب عن طريق المادة 87 مكرر بغض النظر عن معتقلي الرأي الذين يعتقلهم و يلفق لهم تداعيات هاته المادة، حيث أصبح الإرهاب في الجزائر شماعة يعلق عليها النظام وجوده و سيطرته على الشعب، أما في الواقع فلا وجود له
أن العصابة الحاكمة في الجزائر تلعب دائما على وتر نظرية المؤامرة و أن الدسائس تحاك على الحدود الجزائرية و أنها مستهدفة ، مع خلق عدو وهمي و صراع دائم مع المغرب و إيهام الرأي العام أن النظام هو الحامي و المخلص من الأخطار المحدقة و أنه صمام أمان من أعداء الخارج.
كيف لقوة إقليمية في المنطقة كما تدعي السلطة و حدودها مهددة و الكل يتآمر عليها، أليس للقوة الإقليمية عامة آليات للردع بحيث تشكل مجرد التفكير في المساس بها خطورة على الجهة المتآمرة عليها
إن القوة الحقيقية للدول تستمد من الشرعية الشعبية و ليس من القمع و التسلط و الحكم بالحديد والنار، صدق من قال: “أسد علي وفي الحروب نعامة