حراك بلا حدود

قطار الحرية قد غادر المحطة

الدولة المدنية.. الشعار الذي هز أركان النظام الجزائري

    من أهم شعارات الحراك الشعبي السلمي مند 22 مارس 2019 إلى غاية أواخر مارس 2020 هو شعار دولة مدنية وليست عسكرية و المقصود بذلك عدم تدخل الجنرالات في المشهد السياسي الجزائري، ففي هذا البلد العسكر هم المتحكمون في زمام الأمور فهم الذين يعينون الرئيس والوزراء وأعضاء الحكومة والولاة  و رؤساء الدوائر و البلديات و المجتمع المدني برعاية المخابرات بطبيعة الحال،   فجاء الحراك بشعاراته التي  زلزلت أركان النظام، فقد وضع الدواء على الداء مباشرة و أصاب العصابة في مقتل مما أثار جنونها و أصبحت تعتقل كل من يرفع هذا الشعار و صنفته في خانة الإرهاب. و الدولة المدنية هي التي تحافظ وتحمي كل أعضاء المجتمع بغض النظر عن انتماءاتهم القومية أو الدينية أو الفكرية. وتقوم  على السلام ،والتسامح ،قبول الآخر والمساواة في الحقوق والواجبات، بحيث أنها تضمن حقوق جميع المواطنين

كما أنها تشترط التداول السلمي المدني للسلطة. وبالتالي لا ملكية ولا عسكرية ولا ديكتاتورية ولا جمهورية شكلية لزعيم أبدي. إذ لا بد في المدنية ان يتم التداول السلمي المدني للسلطة بشكل دوري عبر الديمقراطية  

  :و تقوم الدولة المدنية الحديثة  على اربعة أسس و هي:

الأسس الاخلاقية: وهي القيم التى يؤمن بها الجميع وينضبط بها لبناء حضارة مشي زريبة

 الأسس السياسية : يوجد لكل دولة أسس سياسة تقوم عليها؛ كالتعددية السياسية والحزبية لتداول السلطة، والشرعية الدستورية، وأساس نظام الحكم في الدولة

الأسس الاقتصادية: وهي حرية النشاط الاقتصادي، والعدالة الاجتماعية في العلاقات الاقتصادية

الأسس الاجتماعية: وهي كل ما يلامس المجتمع، من تكافؤ الفرص، والحقوق والواجبات

      في المقابل نفى المعين عبد المجيد تبون أن النظام عسكري، و أن صندوق الانتخابات هو من أتى به، انتخابات قاطعها الجزائريون بنسبة كبيرة، 05 ملايين فقط انتخبت من أصل 23 مليون هيئة ناخبة حسب إحصائيات السلطة، في الجزائر الجيش يتدخل في كل شاردة وواردة و الدليل على ذلك مجلته الشهرية التي يتطرق فيها إلى الأمور الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و حتى التربوية فقد أصبح يحشر أنفه في كل صغيرة وكبيرة عوض الخوض في أموره العسكرية، كما أن قائد الأركان سعيد شنقريحة الذي نصب نفسه فريقا أول، يرافق تبون في كل مكان و كأنه  الرئيس الفعلي 

       إن الدولة المدنية دولة قانون، يسري فيها على الجميع بغض النظر عن مكانتهم أو منصبهم أو نفوذهم أو أصولهم هذا ما جعل النظام الجزائري يعيش حالة رعب وصدمة لا مثيل لهما و أدخله في هستيريا الاعتقالات عن طريق قضاء فاسد متواطئ.ليبقى هذا الشعار يؤرق العصابة و يجعلها مرتبكة متناحرة فمتى يتجسد هذا المبدأ؟ 

    arArabic