يشهد الدينار الجزائري تراجعًا ملحوظًا أمام العملات الأجنبية، خاصة اليورو، خلال الفترة الأخيرة، مما أدى إلى ارتفاع قيمة 100 يورو بشكل كبير في السوق السوداء، وتُعد هذه الظاهرة مُقلقة لما لها من تداعيات سلبية على الاقتصاد الوطني وعلى قدرة الجزائريين الشرائية.

  واصل سعر اليورو ارتفاعه في السوق السوداء الجزائرية خلال تعاملات الجمعة 17 ماي 2024، حيث وصلت سعر الـ 100 يورو  عتبة 25 ألف دينار جزائري لأول مرة.

وبحسب المتداولين، فقد سجل سعر 100 يورو للشراء 24.84 ألف دينار جزائري، بينما بلغ سعر البيع 24.63 ألف دينار جزائري.

  ويُعزى هذا الارتفاع المستمر إلى عدة عوامل، أبرزها:

القيود المفروضة على الحصول على العملات الأجنبية من قبل البنوك: تُجبر هذه القيود الكثيرين على اللجوء إلى السوق السوداء لتلبية احتياجاتهم من العملات الأجنبية، مما يُؤدي إلى زيادة الطلب عليها وبالتالي ارتفاع أسعارها.

تراجع صادرات المحروقات: يُعدّ قطاع المحروقات المصدر الرئيسي للعملة الصعبة في الجزائر. ومع تراجع الصادرات خلال الفترة الأخيرة، قلّت كميات العملة الأجنبية المتاحة في السوق، مما أدى إلى زيادة الضغوط على الدينار الجزائري.

ازدياد الطلب على العملات الأجنبية مع اقتراب موسم الصيف: يزداد الطلب على العملات الأجنبية خلال موسم الصيف مع تنامي رغبة الجزائريين في السفر إلى الخارج، مما يُؤدي إلى زيادة الطلب على العملات الأجنبية في السوق السوداء

تُشير بيانات بنك الجزائر إلى أن سعر 100 يورو في السوق الرسمية يبلغ 146.1 دينارًا جزائريًا للشراء و 145 دينارًا جزائريًا للبيع.

وبالمقارنة مع سعر 100 يورو في السوق السوداء، تتضح الفجوة الكبيرة بين السوقين، حيث تصل إلى أكثر من 10 آلاف دينار جزائري، وتُؤدي هذه الفجوة إلى خسائر كبيرة للاقتصاد الجزائري، حيث تُشجع على عمليات المضاربة بالعملة الصعبة، وتُؤدي إلى هروب رؤوس الأموال.