حراك بلا حدود

قطار الحرية قد غادر المحطة

المعين من طرف الجنرالات عبد المجيد تبون يظن نفسه رئيسا…

دعوة من رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، حل المعين من طرف الجنرالات  عبد المجيد تبون ضيفا على قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى. وكعادته، وعلى منوال إعلام العالم الثالث، تجند الإعلام الجزائري المرتزق لتغطية هذا الحدث الذي جعل منه أكبر حدث تعرفه الجزائر، وأن توجيه الدعوة من قبل مجموعة الدول السبع للجزائر يعني أنه بلد كبير وقوة إقليمية. نقرأ في الإعلام الجزائري عناوين من قبيل “الرئيس تبون يلتقي زعماء الدول الكبرى”، “الرئيس تبون يجري محادثات مع رؤساء كبار”، “الجزائر تشارك إلى جانب الدول الأكثر تقدما في العالم”. لكننا في المقابل، لم نسمع عن فحوى ولا الهدف من تلك اللقاءات مع زعماء الدول الكبرى. لم نسمع مثلا الرئيس تبون جلب استثمارات جديدة لبلاده، كما لم نسمع أن الرئيس الجزائري فتح لبلاده أسواقا جديدة لتنمية اقتصاد بلاده وتحسين شروط عيش مواطنيه. بل لم نسمع حتى عن حلحلة صناعة السيارات التي وعدته بها إيطاليا، لتسيير الجزائر على خطى ما أنجزه المغرب في هذا المجال. وهي الصناعة التي تعرف جمودا منذ توقيع اتفاقية التصنيع.  

السبع وقمة العشرين وتكتلها الأخير مع بريطانيا وأستراليا المعروف بمعاهدة “أوكوس” يشمل التعاون الأمني بخصوص القدرات السيبرانية والذكاء الاصطناعي وتبادل المعلومات الاستخباراتية، إضافة إلى تزويد أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية. فكيف سيكون حال المعين المعزول وسط هذه التكتلات القوية؟

بعيدا عن المصافحات أمام عدسات الكاميرات، وجب على الإعلام الجزائري أن يصارح الشعب الجزائري عن هدف جورجيا ميلوني من دعوة الرئيس تبون. على الإعلام الجزائري كذلك أن يُجيب عن سؤال: ماذا يمكن أن يفعل رئيس معزول بدون تحالفات ولا تكتلات في وسط تكتلات تضم دولا كبرى؟ ثم إن الصراعات التي يذكيها النظام الجزائري مع جارته المملكة المغربية وبعض دول الساحل، تزيده ضعفا أمام الدول الكبرى، وفريسة جاهزة لتقديمها على مائدة العشاء. هنا لا بد من التذكير بالمقولة الشهيرة لوزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية السابق هنري كيسينجر: “العالم لا يعرف سوى لغة القوة، وستأخذ منه على قدر القوة  تمتلك

سيظل الإعلام الجزائري المرتزق أسابيع وشهورا وهو يروج للقاءات ومصافحات الرئيس تبون، ويعرض صوره مع قادة الدول الكبرى، لكنه لن يتحدث للشعب الجزائري عن فحوى تلك اللقاءات، ولا المواضيع التي تمت مناقشتها. وهل للرئيس الجزائري القوة الكافية للدفاع عن مصالح بلده وحيدا معزولا وسط تكتلات كبرى؟ لكن الإعلان الإيطالي فضح المستور، وهو ما يعكس جوهر الخلاف بين إعلام دول العالم الثالث وإعلام الدول المتقدمة.

نشير إلى رفض ولي عهد المملكة العربية السعودية للدعوة التي تلقاها من أجل حضور اجتماع الدول السبع. فالسعودية تنتمي لتكتل مجلس التعاون الخليجي وعضو في تكتل البريكس وتنسق مع دول كبرى من قبيل الصين وروسيا. لذلك نجد المملكة العربية السعودية لديها القدرة على رفض تلك الدعوة لأنها تعرف مسبقا أن حضورها سيكون من أجل خدمة مصالح الدول الغربية ولن تستفيد المملكة من تلك القمة. وهي بقوة التكتلات التي تنتمي إليها، في غنى عن مثل هذه الدعوات.

عندما تكون الفريسة وحيدة وسط الأسود فمصيرها محتوم ولو رقصت لها صغار الأسود. فمتى يعي المعين من طرف الجنرالات أنه لو حضر هذا الاجتماع وهو يمثل اتحادا مغاربي منسجم وقويا، لما تجرأ عليه إعلام اليمين المتطرف بجعله  خماسا يخدم مصالح أوروبا

arArabic