صمت الشارع الجزائري أمام ما يحدث في غزة بسبب القبضة الأمنية و سياسة المنع الممنهجة
رغم كل ما يحدث في قطاع غزة من قصف وتدمير المنازل على رؤوس أهاليها مازال الشارع الجزائري غائبا عن ما يحدث، فقد عهدنا في السنوات السابقة تضامنا كبيرا من طرف الشعب الجزائري في حالة حدوث اعتداء على الشعب الفلسطيني الشقيق
تأتي حالة المنع من التظاهر منذ الحراك الشعبي السلمي و سن ترسانة من القوانين ،سواء على الشعب بصفة عامة أو على الاحتجاجات النقابية العمالية.
حالة من الصمت الرهيب الممزوج بتداعيات الردع الممنهج من طرف العصابة الحاكمة في الجزائر التي تسعى دائما إلى قمع الحريات العامة من بينها حرية التعبير و التظاهر
هذا وقد منعت الجزائر أي تجمهرات احتجاجية تضامنا مع الفلسطينيين بعد العمليات العسكرية المستمرة في قطاع غزة التي راح ضحيتها أكثر من 1000 شهيد فلسطينيا على الأقل، والتي تلت عملية “ طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة “ حماس” يوم السبت الماضي، الأمر الذي يتعارض والخطاب الرسمي الجزائري الذي يتحدث عن نُصرة فلسطين “ظالمة أو مظلومة”.
وتستمر المخاوف من تحول أي نشاط احتجاجي إلى مسيرات معارضة للنظام الحاكم وإلى مطالب سياسية واجتماعية، في فرض سطوتها على صناع القرار في الجزائر، لذلك فضلت البلاد منع أي احتجاجات بما فيها وقفة احتجاجية كان يستعد نشطاء متضامنون مع الشعب الفلسطيني لتنظيمها أمام السفارة الأمريكية في العاصمة.
وأعلن نشطاء معارضون في الجزائر اليوم الثلاثاء، أن الشرطة الجزائرية اعتقلت القيادي في الجبهة الإسلامية للإنقاذ، علي بلحاج، البالغ من العمر 67 سنة، وذلك بعدما قرر تحدي منع السلطات تنظيم وقفة احتجاجية أمام سفارة واشنطن، وتوجه إلى هناك بمفرده للمطالبة بطرده بسبب إعلان الإدارة الأمريكية دعمها للجيش الإسرائيلي وبعث حاملة الطائرات “جيرالد فورد” إلى المنطقة.
في الجزائر اليوم لا أحد يستطيع التفوه بكلمة إلا بحمد السلطة و التسبيح لها و من ينتقد المعين من طرف الجنرالات عبد المجيد تبون يعتبر إرهابيا حسب المادة 87 مكرر، بهاته القوانين ساد جو من الخوف و الرعب في أوساط الشعب الجزائري المغلوب على أمره التواق للحرية، لكن لن يستطيع فعل شئ ما لم يكسركل القيود متحدياً سلطة الجنرالات و أجهزة الأمن المتسلطة إذا أراد حقا تغيير حاله نحو الأحسن.