حراك بلا حدود

قطار الحرية قد غادر المحطة

شهادة الأستاذ المحامي زكريا بلحرش بعد زيارته للأسير محمد تاجاديت هذا الصباح في سجن الحراش:

« اليوم، قمت رفقة زميلاتي بزيارة “تجاديت محمد” الذي أضعفته ثمانية أيام من الإضراب عن الطعام، لكنه بعيد كل البعد عن الانكسار.

كان وجهه شاحباً، وصوته متذبذباً أحياناً، وجسده مُثقلاً بالإرهاق. ومع ذلك، بقي في عينيه شيء لم تنجح لا الأحكام الجائرة ولا المحاكمات المتكررة في إخماده: الشجاعة.

تجاديت محمد لا يخوض هذا الإضراب عن الطعام بسبب اليأس، بل رفضاً للظلم، ورفضاً للملاحقة القضائية المستمرة، ورفضاً لأن يُفرض عليه الصمت. 

جسده ضعيف، لكن إصراره لا يزال قائماً. حتى في وهنه، يستمر، بطريقته، في الدفاع عن فكرة أن لكل إنسان حقاً في الكرامة وفي محاكمة عادلة.

يدفع ثمناً باهظاً مقابل هذه الشجاعة: كل يوم من الإضراب يمثل خطراً على صحته، على حياته. لكنه يحملها ببساطة تلامس القلوب، دون خطابات طويلة، فقط بتلك العبارة الصامتة التي تكررها حركته:

“ما أواجهه ليس عادلاً.”

أمامه، يصبح من المستحيل التغاضي عما يحدث.

شجاعته تلمسنا بعمق، وتزعزع راحتنا وتذكرنا بالقيمة الحقيقية لكلمات مثل العدالة والكرامة والإنسانية.

إضراب تجاديت محمد عن الطعام هو قبل كل شيء لغة ألم، لكنه أيضاً شهادة على المقاومة الداخلية. من خلاله، تصبح حقيقة كل سجناء الرأي مرئية.