استشهاد 86 نازحا وإصابة 287 غالبيتهم من الأطفال خلال ساعة 24 و الاحتلال يوسع وجرائم الإبادة ضد النازحين في غزة
بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الجمعة، توسيع عدوانه البري شمال قطاع غزة ليشمل حي الشجاعية، ضمن حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق المواطنين منذ 18 شهرا. وأفادت مصادر صحفية فلسطينية بأن جيش الاحتلال بدأ التوغل شرق حي الشجاعية بمدينة غزة وسط قصف وأحزمة نارية كثيفة. ومنذ بداية عدوانه على قطاع غزة، يجبر الاحتلال الإسرائيلي النازحين الفلسطينيين في المناطق التي يتوغل بها على إخلائها قسرا، عبر إرسال إنذارات بالإخلاء يتبعها تنفيذ أحزمة نارية حول المناطق المستهدفة للضغط على سكانها وإجبارهم على النزوح إلى المجهول. كان الاحتلال الاسرائيلي أنذر يوم أمس، النازحين في مناطق وأحياء شرق مدينة غزة بإخلاء منازلهم قبل الهجوم عليها، وهي منطقة الشجاعية وأحياء الجديدة والتركمان والزيتون الشرقي. يشار إلى أن عمليات قصف الاحتلال الاسرائيلي المتواصلة لم تترك للنازحين الفلسطينيين في قطاع غزة مكانا آمنا، كان أحدثها تنفيذه، أمس، مجزرة في مدرسة دار الأرقم شرق مدينة غزة التي تؤوي نازحين، والتي أدت إلى استشهاد 31 نازحا فلسطينيا وإصابة نحو 100 آخرين بينهم أطفال ونساء ومسنين. وبدأ جيش الاحتلال الاسرائيلي يوم الأربعاء الماضي، توغلا واسعا بمدينة رفح جنوبا ضمن عدوانه المتواصل جنوب القطاع. ويأتي ذلك في ظل استمرار المجاعة جراء مواصلة سلطات الاحتلال إغلاق معابر القطاع أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية منذ 2 مارس الماضي، وتوقف عمل المخابز المدعومة من برنامج الأغذية العالمي منذ الثلاثاء، بسبب نفاد الدقيق. ويعاني قطاع غزة من أزمات إنسانية ومعيشية متلاحقة نتيجة استمرار إغلاق كافة المعابر وعدم إدخال السلع الأساسية التي يحتاجها النازحين الفلسطينيين في مخيمات اللجوء، ما تسبب في معاناة لا تتوقف للمواطنين خاصة مع إغلاق كافة المخابز في القطاع خلال الساعات الماضية. من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الجمعة، عن وصول 86 شهيداً و287 مصاباً إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة: “لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”. وأشارت إلى أن حصيلة الشهداء والاصابات منذ 18 مارس 2025 بلغت (1,249 شهيداً، 3.022 إصابة) وأفادت بارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي إلى 50609 شهداء و115063 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023. من جانبه، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” فيليب لازاريني، إن إسرائيل تستخدم الغذاء والمساعدات الإنسانية سلاحا في غزة.. من جانبه، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقت متأخر من ليل الجمعة، إن الولايات المتحدة ستعمل على حل “مشكلة” غزة قريباً جداً. وأوضح ترامب في تصريح صحفي، أن قطاع غزة يتعرض لحصار مشين منذ سنوات طويلة، موضحاً أن الكثيرين من أهالي غزة يُقتلون، وينبغي على الولايات المتحدة أن توقف هذا الأمر، مشيرا إلى لقاءه مؤخراً مع بعض المحتجزين الذين تم استعادتهم من غزة، مشيراً إلى أنه سيعمل على استعادة أكبر عدد منهم. ومطلع مارس 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس و”إسرائيل” بدأ سريانه في 19 يناير 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي. واستشهد فجر الجمعة شاب فلسطيني بعد إطلاق جنود الاحتلال الاسرائيلي الرصاص عليه في شارع الناصرة في جنين واعتقاله وهو مصاب، ونقله إلى حاجز الجلمة العسكري حيث أعلن عن استشهاده هناك وتسليمه إلى طواقم الهلال الأحمر. واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر الجمعة، الحي الشرقي وحي المراح في مدينة جنين وداهمت عدداً من منازل المواطنين واعتقلت شاباً من منزله. ويستمر الاحتلال في دفع تعزيزات عسكرية ومدرعات إلى المدينة والمخيم، ونشر قوة من الجنود المشاة في منطقة الغبز في محيط المخيم ومنطقة واد برقين، وشق الطرق وتوسيعها، وتغيير معالم المخيم، وهدم منازل المواطنين. في تل أبيب، قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، الجمعة، إن 59 من المحتجزين “الإسرائيليين” لا يزالون بيد حماس في قطاع غزة منذ 555 يوماً، مشيرة إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو تواصل التخلي عنهم، هذا التخلي ليس نتيجة تقاعس، بل هو ناتج عن قرارات فعّالة تتخذها الحكومة، إذ قررت العودة إلى القتال الفعّال في غزة وتعريض حياتهم للخطر. وقالت الصحيفة الإسرائيلية: “يوم الثلاثاء الماضي أمر جيش الاحتلال سكان رفح والمناطق المحيطة بها بالإخلاء. ويوم الأربعاء، أعلن بنيامين نتنياهو أن (الجيش) سيسيطر على “محور موراج” كجزء من تقسيم القطاع، ليكون بمثابة “محور فيلادلفيا إضافي”. مشيرة إلى أن هذه الخطوات، إلى جانب استمرار القصف في القطاع الذي يودي بحياة مئات الفلسطينيين، هذا يثبت أن حكومة نتنياهو قررت التخلي عن الأسرى. وأضافت: “رئيس الحكومة يتحرك على كل الجبهات الممكنة، باستثناء الجبهة الأهم على الإطلاق – إعادة الأسرى. إنه غارق حتى أذنيه في محاكمته في قضية الملف 4000، يطلق أسماء لمرشحين محتملين لخلافة رئيس الشاباك، رغم أن المحكمة العليا لم تقرر بعد إن كان فصل رونين بار قانونياً، وها هو الآن يجد الوقت لزيارة صديقه السلطوي فيكتور أوربان في هنغاريا، في زيارة ستستمر حتى الأحد. وتابعت: “رئيس الحكومة نتنياهو سيستمتع بالضيافة والرفاهية بينما 59 شخصاً – يُعتقد أن من بينهم 22 على قيد الحياة – يعانون ويذبلون في أسر حماس في غزة”، على حد تعبيرها.