تل أبيب” تستهدف 20 موقعا عسكريا في طهران وخوزستان وإيلام بـ”100 مقاتلة حربية”.. والإعلام الإيراني يصف الهجوم بـ”الفاشل” والجيش يعلن مقتل جنديين اثنين
تصّر سلطات الاحتلال الإسرائيلية، على التصعيد العسكري في المنطقة بأكملها، وتعمل على إشعال فتيل الحرب بالشرق الأوسط، رغم التحذيرات الإقليمية والدولية والأممية من استمرار عملياتها العسكرية على قطاع غزة، والاقتحامات البرية في الأراضي اللبنانية، فضلا عن الغارات المتكررة على العاصمة بيروت، وقد شنت طائرات إسرائيلية غارات جوية على عدد من المواقع العسكرية في العاصمة الإيرانية طهران، والعاصمة السورية دمشق، بعشرات الطائرات.
وكشفت صحيفة معاريف، عن أن 100 طائرة مقاتلة إسرائيلية شاركت في الهجوم، وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية بهذا الخصوص أن الهجوم تنفذه طائرات حربية هجومية ودفاعية وطائرات تزويد بالوقود ويتم على موجات، وأفادت هيئة البث الإسرائيلية أن العديد من أسراب المقاتلات شاركت في الهجوم F35 و F16 وF15.
وقال جيش الاحتلال في بيان فجر السبت، إنه “يهاجم في هذه الأثناء بشكل موجه بدقة أهدافا عسكرية في إيران، وذلك ردا على الهجمات المتواصلة للنظام الإيراني ضد إسرائيل على مدار الأشهر الأخيرة”.
وأكد الاحتلال في بيانه أنه “على أهبة الاستعداد هجوميا ودفاعيا”، في ما ذكرت وكالة تسنيم نقلا عن مصادر أن إيران متأهبة للرد على أي “عدوان، وأن إسرائيل “ستواجه ردا متناسبا على أي فعل تقترفه”.
وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية، إن الهجوم على إيران انتهى بعد شن ثلاث موجات من الضربات شملت عشرين موقعاً، فيما ذكرت وسائل إعلام إيرانية نقلا عن مصادر مطلعة أن العملية الهجومية الإسرائيلية التي نفذت بأجسام طائرة صغيرة أحبطت بنجاح.
وقللت وسائل إعلام إيرانية، من حجم الهجوم الإسرائيلي، واصفه إياه بـ”الفاشل”، وقالت وكالة تسنيم الإيرانية نقلا عن مصدر مطلع، إن “ادعاء الجيش الإسرائيلي استهداف 20 موقعا في إيران غير حقيقي والأهداف أقل من ذلك بكثير.”
ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع قوله بإن إسرائيل تسعى لتضخيم حجم هجومها الضعيف، كما قال المتحدث باسم هيئة الطيران المدني الإيرانية: الرحلات الجوية ستعود إلى وضعها الطبيعي اعتبارا من الساعة 9 صباحا”.
بدوره قال المقر المركزي للدفاعات الجوية الإيرانية، إن هجوم الكيان الصهيوني أسفر عن أضرار محدودة في بعض المواقع، مضيفا: الكيان الصهيوني هاجم مواقع عسكرية بمحافظات طهران وخوزستان وإيلام”.
من جانبه أعلن الجيش الإيراني، مقتل اثنين من جنوده خلال التصدي للهجوم الإسرائيلي، فجر السبت، على عدد من المواقع العسكرية.
وجاء في إعلان جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية: “ضحى جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية باثنين من جنوده الليلة الماضية أثناء تصديه لمقذوفات النظام الصهيوني المجرم في سبيل الدفاع عن أمن إيران و منع الإضرار بالأمة ومصالح إيران”.
في السياق ذاته، قالت ثلاثة مصادر مطلعة على الأمر لموقع أكسيوس الأمريكي، إن إسرائيل أرسلت رسالة إلى إيران يوم الجمعة قبل غاراتها الجوية الانتقامية تحذر فيها الإيرانيين من الرد.
وأضافت المصادر، أن الرسالة الإسرائيلية كانت محاولة للحد من تبادل الهجمات المستمر بين إسرائيل وإيران ومنع تصعيد أوسع.
وأكدت المصادر للموقع الأمريكي، أن الرسالة الإسرائيلية نقلت إلى الإيرانيين من خلال عدة أطراف ثالثة.
وتابع: “لقد أوضح الإسرائيليون للإيرانيين مسبقًا ما الذي سيهاجمونه بشكل عام وما الذي لن يهاجموه”.
وقال مصدران آخران، إن إسرائيل حذرت الإيرانيين من الرد على الهجوم وأكدت أنه إذا ردت إيران، فإن إسرائيل ستنفذ هجومًا آخر أكثر أهمية، خاصة إذا قُتل أو جُرح مدنيون إسرائيليون.
وعن رد فعل الولايات المتحدة الأمريكية، فقال مسؤول أمريكي رفيع، إن الرد الإسرائيلي على إيران انتهى، مطالبا من طهران عدم الرد أو التصعيد.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، أكد المسئول، أنه “إذا اختارت إيران الرد على إسرائيل مجددا فنحن مستعدون تماما للدفاع عن إسرائيل مرة أخرى”.
وأضاف المسؤول الأمريكي الرفيع، أنه “ينبغي أن يكون هذا هو نهاية تبادل الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيران”.
وفي السياق، قالت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، إن ” وزير الدفاع أوستن تحدث إلى نظيره الإسرائيلي، يوآف جالانت للحصول على مستجدات بشأن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية بإيران”.
وقال البيت الأبيض إن الضربات الإسرائيلية على إيران “يجب أن تنهي تبادل إطلاق النار المباشر بين البلدين”، بينما حذر طهران من العواقب إذا ردت، مضيفا أن الرئيس جو بايدن “تم اطلاعه على الوضع، وسيستمر في تلقي التطورات الجديدة”.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول كبير في البيت الأبيض قوله إن “الإدارة تعتقد أن العملية الإسرائيلية يجب أن تنهي” التبادل العسكري المباشر بين إسرائيل وإيران، وقال إن الحلفاء الآخرين متفقون.
وأضاف المسؤول أنه “تم إطلاع الرئيس جو بايدن أولا بأول على تطور العملية من قبل مستشاره للأمن القومي، جيك سوليفان، حيث نفذ الإسرائيليون العملية”.
وقال المسؤول، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته بموجب القواعد الأساسية التي وضعها البيت الأبيض، إن العملية الإسرائيلية “كانت واسعة النطاق، وكانت مستهدفة، وكانت دقيقة”. وأكد المسؤول أن الولايات المتحدة “لم يكن لها أي دور في الضربة